شق العرب أنهار بَلَنسية وحفروا ترعها وأجروا خلجانها وسيروا إليها الماء من جبال سييرا نيفادا حيث تجتمع الثلوج لمدة طويلة وبنوا القناطر الكثيرة لحجز المياه إلى المناطق العالية حتى أصبحت هذه البقعة جنة من الجنات.
وجعلوا للري تنظيما قانونيا ما يزال إلى اليوم مضرب الأمثال ومرجعا قيما للعلماء والبحاث المختصين في مختلف أقطار الأرض. إن بساتين البرتقال في مقاطعة بَلَنسية لا تزال تسقى بالأقنية نفسها التي أنشأها العرب منذ ألف سنة. كما قام العرب في هذه البلاد هيئة من أغرب الهيئات القضائية وأقدمها، تنحصر مهمتها في معالجة مشاكل الري في منطقة أندلسية بذاتها، هي منطقة الحدائق والحقول اليانعة. أطلقوا على هذه الهيئة محكمة المياه. ومما يؤيد أصل المحكمة العربي بعض أوضاعها ونظامها الحالية، فهي مثلا تنعقد كل يوم خميس عند الظهر، وفي بهو صغير مستدير يقع وراء باب الرسل، وهو الباب الخلفي لكنيسة بَلَنسية، وهذا شأنها منذ سقوط بَلَنسية، وتفسير ذلك أن محكمة المياه كانت تنعقد أيام الحكم الإسلامي بالمسجد الجامع كباقي الهيئات القضائية الأخرى.
ويعترف القانون الإسباني بوجود وشرعية محاكم الماء في مظاهرها القانونية والجنائية سواء في المخالفات طبق القانون الإيجابي أو التي ينظر فيها وفق أحكام العرف.
وتتألف المحكمة من ثمانية قضاة يشترط فيهم أن يكونوا من المباشرين لأعمال الزراعة لا ملاكاً فقط. وممن اشتهروا بالنزاهة والمروءة والاستقامة جميعا، ويرأس الهيئة أكبر الأعضاء سناً. ولهذه المحكمة شهرة واسعة، حتى إن الناس يحتشدون لمشاهدة أعضائها وهم يتجهون نحو مقر اجتماعهم، وقد سار أمامهم رجل يحمل عاليا شعاراً براقا يشبه في شكله منجل حصاد – رمز المحكمة الذي يوضع إلى جانب الأعضاء عندما يعقدون جلساتهم وينظرون في الخلافات.
هكذا كانت بَلَنسية الجميلة اليانعة في إسبانيا والتي تحولت بعد خروج العرب إلى أرض جرداء يابسة ومظلمة،
وجعلوا للري تنظيما قانونيا ما يزال إلى اليوم مضرب الأمثال ومرجعا قيما للعلماء والبحاث المختصين في مختلف أقطار الأرض. إن بساتين البرتقال في مقاطعة بَلَنسية لا تزال تسقى بالأقنية نفسها التي أنشأها العرب منذ ألف سنة. كما قام العرب في هذه البلاد هيئة من أغرب الهيئات القضائية وأقدمها، تنحصر مهمتها في معالجة مشاكل الري في منطقة أندلسية بذاتها، هي منطقة الحدائق والحقول اليانعة. أطلقوا على هذه الهيئة محكمة المياه. ومما يؤيد أصل المحكمة العربي بعض أوضاعها ونظامها الحالية، فهي مثلا تنعقد كل يوم خميس عند الظهر، وفي بهو صغير مستدير يقع وراء باب الرسل، وهو الباب الخلفي لكنيسة بَلَنسية، وهذا شأنها منذ سقوط بَلَنسية، وتفسير ذلك أن محكمة المياه كانت تنعقد أيام الحكم الإسلامي بالمسجد الجامع كباقي الهيئات القضائية الأخرى.
ويعترف القانون الإسباني بوجود وشرعية محاكم الماء في مظاهرها القانونية والجنائية سواء في المخالفات طبق القانون الإيجابي أو التي ينظر فيها وفق أحكام العرف.
وتتألف المحكمة من ثمانية قضاة يشترط فيهم أن يكونوا من المباشرين لأعمال الزراعة لا ملاكاً فقط. وممن اشتهروا بالنزاهة والمروءة والاستقامة جميعا، ويرأس الهيئة أكبر الأعضاء سناً. ولهذه المحكمة شهرة واسعة، حتى إن الناس يحتشدون لمشاهدة أعضائها وهم يتجهون نحو مقر اجتماعهم، وقد سار أمامهم رجل يحمل عاليا شعاراً براقا يشبه في شكله منجل حصاد – رمز المحكمة الذي يوضع إلى جانب الأعضاء عندما يعقدون جلساتهم وينظرون في الخلافات.
هكذا كانت بَلَنسية الجميلة اليانعة في إسبانيا والتي تحولت بعد خروج العرب إلى أرض جرداء يابسة ومظلمة،