إذا نظرنا إلى الأدوار التي تلعبها المرأة في عالم البث التلفزيوني تجدها في الإعلانات تمثل الطرف المستهلك في العائلة وليس الطرف المنتج، شخصيتها ملتصقة بشراء مواد التنظيف والملابس والمأكولات، بينما صورة الرجل مرتبطة بتقديم الخدمات فهو رجل الأعمال، أو مندوب شركة التأمين، أو رجل يقدم الخدمات المصرفية.
معظم الأفلام المستوردة المعروضة على شاشاتنا للأسف لم تعكس الليبرالية التي ينادي بها الغرب من مساواة بين الجنسين فغالباً ما تظهر المرأة في وظائف مكررة كنادلة أو سكرتيرة أو عارضة أزياء وإذا ظهرت أنها ناجحة فهو غالباً على حساب أسرتها وفشلها الاجتماعي وإهمال الأسرة، أما الرجال فهم الخبراء والمحللون وذوي الشخصيات القيادية.
كما تعتمد المرأة في الدراما المطولّة التي تعرضها الفضائيات على جسدها في حل مشكلاتها كما هو الحال في المسلسلات المكسيكية حيث تلجأ دائماً إلى استخدام جسدها في مواجهة الشر لاستدراج الرجل المندفع خلف غريزته، كما تستخدم جمالها في التسلق الاجتماعي والوظيفي وتستخدم جسدها بكل وسيلة ممكنة لاستهبال الرجل والضحك على ذقنة ليقع في حبائلها وتلتصق بلحيته ليصبح مسؤولاً عن الانفاق عليها. وهذا احتقار لذكاء كل من الرجل والمرأة.
جميع هذه الأمور ترسّخ المحاكاة والتقليد لدى المشاهدين من الجنسين، وهذا وضحته نظرية " بندورا" من خلال نظرية التعلم الاجتماعي. حيث يصبح تأثير ما يشاهده الفرد قيمة يعتنقها حسب ما جاء في نظرية التكيف الاجتماعي حول التعلم بالمحاكاة والتقليد. وهذا واضح من خلال تسويق فكرة أن المدخن أو المدخنة يتمتع بجاذبية جنسية أكبر، مما دفع بنسبة من المراهقين إلى عالم التدخين.
الأمهات وقعن أيضاً في إشكال عنف أطفالهن مع إخوتهم الصغار بعد مشاهدة لقطات المصارعة في الأفلام لأن الصغار شاهدوا أن من يضرب غيره يصفق له ويهدى حزاماً ذهبياً وهذا ما كان يتوقعه من أمه التي غالباً ما تضيف إلى دائرة العنف بإهداءه حزاماً بنفسجياً مع علقة ساخنة لتعلمه من خلال "عنفها" أن لا يكون عنيفاً مع أخيه الصغير.
في دراسة أجراها باحثون في جامعة " هيرتفوردشاير " في هاتفيلد في بريطانيا عام 2000 أن الأطفال دون السابعة الذين يشاهدون الكثير من الإعلانات اكتسبوا عادات سلوكية سيئة مثل الطمع والإلحاح في طلب كل ما يعلن عنه بنسبة فاقت خمس أضعاف الأطفال ذوي المشاهدة الأقل. وهذا الأمر متوقع إذ أن الانفاق على الاعلانات الموجهه للطفل بازدياد بسبب القوة الشرائية للطفل والتي تتزايد باضطراد حيث وصل الانفاق على الاعلانات الموجهه للأطفال في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها عام 1996 الى 892 مليون دولار.
يقول جيفري جونسون من جامعة كولومبيا ومعهد نيويورك للطب النفسي " أنه يتوجب على أولياء الأمور أن يتجنبوا السماح لأطفالهم بمشاهدة التلفزيون لأكثر من ساعة يومياً على الأقل في فترة المراهقة المبكرة لأنه حسب دراسته العملية التي أجراها في شمال نيويورك وجد علاقة مباشرة بين ساعات مشاهدة برامج التلفزيون العنيفة والسلوك العدواني في المرحلة اللاحقة بمقدار خمسة أضعاف للذين يشاهدون برامج تلفزيون عنيفة لفترة تتراوح بين أقل من ساعة وثلاث ساعات أو أكثر. حيث كشفت الدراسة أن من بين الشباب الذين شاهدوا تلك البرامج التلفزيونية لأقل من ساعة يومياً في سن الرابعة عشرة تورط 5.7% منهم في أعمال عدائية ضمن الفئة العمرية بين 16 و 22 عاماً، بينما من شاهدوا لمدة تتراوح بين ساعة وثلاث ساعات يومياً ارتفع لديهم السلوك العدواني إلى 22.5%، وبلغ المعدل 28.8% لمن شاهدواأكثر من ثلاث ساعات يومياً من برامج العنف.
أما الكبار اتضح أن عدداً منهم أصبح يتأثر بالحالات المرضية وحالات الاكتئاب التي تعرض في المسلسلات إلى درجة مراجعة الطبيب مع كل مسلسل تظهر فيه حالة مرضية جديدة بشكل وسواسي يثير القلق.
شاشة التلفزيون هي منصة إطلاق الموضات والتقليعات من قصات شعر، وأسلوب انتقاء الملابس والتصرفات، فهي خير وسيلة لتسويق الأسلوب الاستهلاكي والمحاكاة بحيث أصبح المشاهد مسخاً مقلداً للشخصيات المشهورة.
هناك صورة كأس الخمر والسيجارة التي تتكرر مع كل لقطة شعور بالإحباط أو الفشل ، وفي هذا ترسيخ لثقافة الانهزامية والضعف والهرب من مواجهة المشكلات بحلول عملية .
هذه المنظومة من القيم أصبحت توطئة لما لا يحمد عقباه، وكلما زادت الفضائيات التي تقدم برامج سلبية دون محتوى تقلصت مساحة حرية الرأي والتعبير، والبرامج التي تعنى بالقضايا الحقيقية.
أما الفضائيات المتخصصة بتقديم برامج إخبارية ومنوعات فهناك عدداً منها انتهج تقليد سلوك الإعلام الغربي في تعاطيه مع الشأن العام بطريقة لم تعكس تطور وتاريخ المنطقة العربية، فلم يكن نتاجها وليد نضوج إعلامي وإجتماعي وثقافي وبذلك ظهرت بشكل مصطنع، أو موجه لنسبة قليلة من النخبة وبشكل متعالي يفرض على المشاهد أن يستهلك ما تقدمه دون هامش خيار معقول. وهذا التوجه المتعالي ليس انعكاساً لرقي ثقافة المشاهد، بل هو زعم مفترض مما ينجم عنه حالة من التلقي السلبي. وهذا الأمر تطرق إليه مسبقاً عالم الإجتماع الفرنسي بيار بورديو في كتابه " عن التلفاز
معظم الأفلام المستوردة المعروضة على شاشاتنا للأسف لم تعكس الليبرالية التي ينادي بها الغرب من مساواة بين الجنسين فغالباً ما تظهر المرأة في وظائف مكررة كنادلة أو سكرتيرة أو عارضة أزياء وإذا ظهرت أنها ناجحة فهو غالباً على حساب أسرتها وفشلها الاجتماعي وإهمال الأسرة، أما الرجال فهم الخبراء والمحللون وذوي الشخصيات القيادية.
كما تعتمد المرأة في الدراما المطولّة التي تعرضها الفضائيات على جسدها في حل مشكلاتها كما هو الحال في المسلسلات المكسيكية حيث تلجأ دائماً إلى استخدام جسدها في مواجهة الشر لاستدراج الرجل المندفع خلف غريزته، كما تستخدم جمالها في التسلق الاجتماعي والوظيفي وتستخدم جسدها بكل وسيلة ممكنة لاستهبال الرجل والضحك على ذقنة ليقع في حبائلها وتلتصق بلحيته ليصبح مسؤولاً عن الانفاق عليها. وهذا احتقار لذكاء كل من الرجل والمرأة.
جميع هذه الأمور ترسّخ المحاكاة والتقليد لدى المشاهدين من الجنسين، وهذا وضحته نظرية " بندورا" من خلال نظرية التعلم الاجتماعي. حيث يصبح تأثير ما يشاهده الفرد قيمة يعتنقها حسب ما جاء في نظرية التكيف الاجتماعي حول التعلم بالمحاكاة والتقليد. وهذا واضح من خلال تسويق فكرة أن المدخن أو المدخنة يتمتع بجاذبية جنسية أكبر، مما دفع بنسبة من المراهقين إلى عالم التدخين.
الأمهات وقعن أيضاً في إشكال عنف أطفالهن مع إخوتهم الصغار بعد مشاهدة لقطات المصارعة في الأفلام لأن الصغار شاهدوا أن من يضرب غيره يصفق له ويهدى حزاماً ذهبياً وهذا ما كان يتوقعه من أمه التي غالباً ما تضيف إلى دائرة العنف بإهداءه حزاماً بنفسجياً مع علقة ساخنة لتعلمه من خلال "عنفها" أن لا يكون عنيفاً مع أخيه الصغير.
في دراسة أجراها باحثون في جامعة " هيرتفوردشاير " في هاتفيلد في بريطانيا عام 2000 أن الأطفال دون السابعة الذين يشاهدون الكثير من الإعلانات اكتسبوا عادات سلوكية سيئة مثل الطمع والإلحاح في طلب كل ما يعلن عنه بنسبة فاقت خمس أضعاف الأطفال ذوي المشاهدة الأقل. وهذا الأمر متوقع إذ أن الانفاق على الاعلانات الموجهه للطفل بازدياد بسبب القوة الشرائية للطفل والتي تتزايد باضطراد حيث وصل الانفاق على الاعلانات الموجهه للأطفال في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها عام 1996 الى 892 مليون دولار.
يقول جيفري جونسون من جامعة كولومبيا ومعهد نيويورك للطب النفسي " أنه يتوجب على أولياء الأمور أن يتجنبوا السماح لأطفالهم بمشاهدة التلفزيون لأكثر من ساعة يومياً على الأقل في فترة المراهقة المبكرة لأنه حسب دراسته العملية التي أجراها في شمال نيويورك وجد علاقة مباشرة بين ساعات مشاهدة برامج التلفزيون العنيفة والسلوك العدواني في المرحلة اللاحقة بمقدار خمسة أضعاف للذين يشاهدون برامج تلفزيون عنيفة لفترة تتراوح بين أقل من ساعة وثلاث ساعات أو أكثر. حيث كشفت الدراسة أن من بين الشباب الذين شاهدوا تلك البرامج التلفزيونية لأقل من ساعة يومياً في سن الرابعة عشرة تورط 5.7% منهم في أعمال عدائية ضمن الفئة العمرية بين 16 و 22 عاماً، بينما من شاهدوا لمدة تتراوح بين ساعة وثلاث ساعات يومياً ارتفع لديهم السلوك العدواني إلى 22.5%، وبلغ المعدل 28.8% لمن شاهدواأكثر من ثلاث ساعات يومياً من برامج العنف.
أما الكبار اتضح أن عدداً منهم أصبح يتأثر بالحالات المرضية وحالات الاكتئاب التي تعرض في المسلسلات إلى درجة مراجعة الطبيب مع كل مسلسل تظهر فيه حالة مرضية جديدة بشكل وسواسي يثير القلق.
شاشة التلفزيون هي منصة إطلاق الموضات والتقليعات من قصات شعر، وأسلوب انتقاء الملابس والتصرفات، فهي خير وسيلة لتسويق الأسلوب الاستهلاكي والمحاكاة بحيث أصبح المشاهد مسخاً مقلداً للشخصيات المشهورة.
هناك صورة كأس الخمر والسيجارة التي تتكرر مع كل لقطة شعور بالإحباط أو الفشل ، وفي هذا ترسيخ لثقافة الانهزامية والضعف والهرب من مواجهة المشكلات بحلول عملية .
هذه المنظومة من القيم أصبحت توطئة لما لا يحمد عقباه، وكلما زادت الفضائيات التي تقدم برامج سلبية دون محتوى تقلصت مساحة حرية الرأي والتعبير، والبرامج التي تعنى بالقضايا الحقيقية.
أما الفضائيات المتخصصة بتقديم برامج إخبارية ومنوعات فهناك عدداً منها انتهج تقليد سلوك الإعلام الغربي في تعاطيه مع الشأن العام بطريقة لم تعكس تطور وتاريخ المنطقة العربية، فلم يكن نتاجها وليد نضوج إعلامي وإجتماعي وثقافي وبذلك ظهرت بشكل مصطنع، أو موجه لنسبة قليلة من النخبة وبشكل متعالي يفرض على المشاهد أن يستهلك ما تقدمه دون هامش خيار معقول. وهذا التوجه المتعالي ليس انعكاساً لرقي ثقافة المشاهد، بل هو زعم مفترض مما ينجم عنه حالة من التلقي السلبي. وهذا الأمر تطرق إليه مسبقاً عالم الإجتماع الفرنسي بيار بورديو في كتابه " عن التلفاز