صباح الثلاثين من حزيران / يونيو عام 1908 كان صباحا عاديا في سيبيريا , كانت السماء زرقاء صافية و أشعة الشمس الذهبية تنساب بهدوء بين أوراق و أغصان غابات سيبيريا الخضراء لتوشح الأرض بلون ذهبي جميل و لتشيع جوا من الغبطة و التفاؤل في نفوس الأشخاص القلائل الذين كانوا يسكنون في تلك النواحي النائية و المنعزلة من روسيا , احد هؤلاء كان السيد سيمينوف الذي كان يعيش في بلدة فانفارا الصغيرة , و الذي كان صباح ذلك اليوم يجلس بهدوء أمام منزله متأملا المنظر الطبيعي الخلاب أمامه , كانت الساعة تشير إلى حوالي السابعة صباحا عندما رفع رأسه ليرى خطا مضيئا ظهر فجأة في السماء و شطرها نصفين تاركا خلفه ذيلا طويلا من النيران الملتهبة التي جعلته يشعر بحرارة شديدة تكاد تدفعه لتمزيق قميصه الذي ظن لوهلة ان النيران قد نشبت فيه , ثم فجأة دوى صوت انفجار عظيم و أحس السيد سيمينوف بجسده يطير في الهواء ليرتمي ارضا على بعد عدة ياردات فاقدا للوعي تقريبا من هول الصدمة , ثم أحس بيدي زوجته التي هرعت اليه تسحبه و تقوده الى داخل المنزل بسرعة و ما ان أغلقت الباب حتى دوى صوت مهيب بدا كما لو انه صوت صخور عظيمة تتكسر و تتهاوى من السماء او كما لو ان آلاف المدافع تطلق قذائفها معا في آن واحد , ثم بدئت الأرض تهتز بشدة فغطى السيد سيمينوف و زوجته رأسيهما بكلتا يديهما هلعا و رعبا ثم هبت من جهة الشمال رياح عاصفة شديدة الحرارة ضربت بيوت البلدة الخشبية بقوة فحطمت النوافذ و كسرت الأقفال و أحرقت بعض المزروعات.
لم يكن السيد سيمينوف الشخص الوحيد في ذلك الصباح الذي شاهد بالانفجار و أحس به فهناك العديد من الأشخاص عاينوا ما جرى و خالجهم نفس شعور الخوف و الرعب الذي أصاب السيد سيمينوف , بعضهم وصف ما جرى بظهور جسم غريب مضيء و محاط بالنار و اللهب في السماء و تحركه باتجاه الشمال لمدة عشر دقائق قبل ان ينفجر بشكل مهيب , احد الشهود القريبين من المكان كان نائما مع أخيه في خيمة في العراء عندما استيقظا فجأة بعد ان أحسا بالأرض ترتجف تحتهما و بريح حارة و عاصفة تقتلع خيمتهما , احد الشقيقين وصف ما رآه بعد ذلك قائلا : "عندما رفعت رأسي رأيت منظرا عجيبا , لم تكن النار قد شبت في الأشجار حولنا لكنها كانت تتوهج بشكل غريب , كان هناك ضوء قوي و نور ساطع في السماء الى درجة إني أغلقت عيني من الألم , ثم دوى صوت مهيب أشبه بصوت الرعد فرفعت رأسي و نظرت نحو الشمال , كان الجو صافيا و خاليا من الغيوم و كانت شمسنا تتوهج كالعادة , لكن كانت هناك شمس ثانية معها في السماء!!".
من حسن الحظ ان المنطقة التي حدث الانفجار فوقها مباشرة كانت خالية تقريبا من السكان لذلك لم يسجل فقدان و موت أي شخص في تلك الواقعة المروعة التي لو كانت حدثت فوق إحدى المدن الكبرى لخلفت حتما مئات الآلاف من القتلى لأن الانفجار كان قويا الى درجة انه شاهده و شعر بالهزات التي رافقته أشخاص على بعد 350 ميل , و تسبب في حدوث هزة أرضية بلغت قوتها 5 درجات على مقياس ريختر أحست بها و سجلتها مراكز الرصد في أوربا و أمريكا , و لعدة ليال بعد الانفجار استمرت السماء بالتوهج بضوء غريب في أوربا و آسيا حتى ان سكان لندن كان باستطاعتهم قراءة الجرائد ليلا بدون الحاجة إلى المصابيح!.
رغم غرابة ما حدث في ذلك الصباح المخيف من عام 1908 و رغم ان الصحافة المحلية الروسية كتبت عن الانفجار إلا ان الحكومة القيصرية الغارقة في المشاكل في موسكو لم تكلف نفسها عناء التحقيق في الحادث , و ربما كانت الأحداث العاصفة التي مرت بها روسيا و أوربا في مطلع القرن العشرين سببا في تجاهل العالم لما حدث في منطقة تونكيوسكا (Tunguska )السيبيرية لسنوات طويلة , لكن في عام 1921 اقنع العالم ليونيد كيولك الحكومة السوفيتية بإرسال بعثة الى منطقة الانفجار للتحقق مما حدث هناك قبل ثلاثة عشر عاما , و قد وافقت الحكومة على ذلك بعد ان أغراها كيولك بالمعادن الثمينة التي ربما يكون الانفجار قد خلفها ورائه و يمكن استعمالها في الصناعات السوفيتية الناشئة.
في عام 1927 و بعد عدة سنوات من البحث و التحري و الاستماع الى إفادات الشهود وصلت بعثة كيولك الى منطقة الانفجار في تونكيوسكا , و قد كان المنظر الذي شاهدوه هناك مرعبا بحق , لقد كانت هناك أراضي و غابات محروقة بالكامل في منطقة مساحتها اكثر من خمسين كيلومترا , كانت الأشجار متفحمة و ساقطة أرضا باتجاه معاكس للجهة التي حدث فيها الانفجار , لكن المفاجأة التي صدمت العلماء هي انهم كانوا يتوقعون ان يجدوا حفرة او فوهة ناجمة عن الانفجار في النقطة التي حدث فوقها مباشرة الا انهم عوضا عن ذلك وجدوا غابة صغيرة من الأشجار التي لم تسقط أرضا كتلك المحيطة بها لكنها ظلت منتصبة كأعمدة الكهرباء بعد ان فقدت جميع أوراقها و أغصانها مما يدل على ان الانفجار حدث فوقها مباشرة , و بسبب عدم العثور على حفرة في المكان فأن عملية فهم ما حدث أصبح أمرا أكثر تعقيدا مما ظنه العلماء للوهلة الأولى و الذين اعتقدوا و استنتجوا بعد اطلاعهم على إفادات الشهود بأن الجسم الذي انفجر كان نيزكا كبيرا بقطر حوالي ستين مترا اخترق الغلاف الجوي الأرضي و نتج عن عملية احتكاكه و احتراقه انفجار عظيم , لكن كيف يعقل ان يحترق نيزك بهذا الحجم في الجو بالكامل و لا تصل أي من أجزائه الى الأرض؟ هذا هو اللغز الذي ارق العلماء و لم يجدوا جوابا له حتى اليوم فجميع التحليلات و الاختبارات التي أجروها على البقايا المحروقة في مكان الانفجار لم تعط تفسيرا قاطعا و منطقيا حول ما حدث.
لم يكن السيد سيمينوف الشخص الوحيد في ذلك الصباح الذي شاهد بالانفجار و أحس به فهناك العديد من الأشخاص عاينوا ما جرى و خالجهم نفس شعور الخوف و الرعب الذي أصاب السيد سيمينوف , بعضهم وصف ما جرى بظهور جسم غريب مضيء و محاط بالنار و اللهب في السماء و تحركه باتجاه الشمال لمدة عشر دقائق قبل ان ينفجر بشكل مهيب , احد الشهود القريبين من المكان كان نائما مع أخيه في خيمة في العراء عندما استيقظا فجأة بعد ان أحسا بالأرض ترتجف تحتهما و بريح حارة و عاصفة تقتلع خيمتهما , احد الشقيقين وصف ما رآه بعد ذلك قائلا : "عندما رفعت رأسي رأيت منظرا عجيبا , لم تكن النار قد شبت في الأشجار حولنا لكنها كانت تتوهج بشكل غريب , كان هناك ضوء قوي و نور ساطع في السماء الى درجة إني أغلقت عيني من الألم , ثم دوى صوت مهيب أشبه بصوت الرعد فرفعت رأسي و نظرت نحو الشمال , كان الجو صافيا و خاليا من الغيوم و كانت شمسنا تتوهج كالعادة , لكن كانت هناك شمس ثانية معها في السماء!!".
من حسن الحظ ان المنطقة التي حدث الانفجار فوقها مباشرة كانت خالية تقريبا من السكان لذلك لم يسجل فقدان و موت أي شخص في تلك الواقعة المروعة التي لو كانت حدثت فوق إحدى المدن الكبرى لخلفت حتما مئات الآلاف من القتلى لأن الانفجار كان قويا الى درجة انه شاهده و شعر بالهزات التي رافقته أشخاص على بعد 350 ميل , و تسبب في حدوث هزة أرضية بلغت قوتها 5 درجات على مقياس ريختر أحست بها و سجلتها مراكز الرصد في أوربا و أمريكا , و لعدة ليال بعد الانفجار استمرت السماء بالتوهج بضوء غريب في أوربا و آسيا حتى ان سكان لندن كان باستطاعتهم قراءة الجرائد ليلا بدون الحاجة إلى المصابيح!.
رغم غرابة ما حدث في ذلك الصباح المخيف من عام 1908 و رغم ان الصحافة المحلية الروسية كتبت عن الانفجار إلا ان الحكومة القيصرية الغارقة في المشاكل في موسكو لم تكلف نفسها عناء التحقيق في الحادث , و ربما كانت الأحداث العاصفة التي مرت بها روسيا و أوربا في مطلع القرن العشرين سببا في تجاهل العالم لما حدث في منطقة تونكيوسكا (Tunguska )السيبيرية لسنوات طويلة , لكن في عام 1921 اقنع العالم ليونيد كيولك الحكومة السوفيتية بإرسال بعثة الى منطقة الانفجار للتحقق مما حدث هناك قبل ثلاثة عشر عاما , و قد وافقت الحكومة على ذلك بعد ان أغراها كيولك بالمعادن الثمينة التي ربما يكون الانفجار قد خلفها ورائه و يمكن استعمالها في الصناعات السوفيتية الناشئة.
في عام 1927 و بعد عدة سنوات من البحث و التحري و الاستماع الى إفادات الشهود وصلت بعثة كيولك الى منطقة الانفجار في تونكيوسكا , و قد كان المنظر الذي شاهدوه هناك مرعبا بحق , لقد كانت هناك أراضي و غابات محروقة بالكامل في منطقة مساحتها اكثر من خمسين كيلومترا , كانت الأشجار متفحمة و ساقطة أرضا باتجاه معاكس للجهة التي حدث فيها الانفجار , لكن المفاجأة التي صدمت العلماء هي انهم كانوا يتوقعون ان يجدوا حفرة او فوهة ناجمة عن الانفجار في النقطة التي حدث فوقها مباشرة الا انهم عوضا عن ذلك وجدوا غابة صغيرة من الأشجار التي لم تسقط أرضا كتلك المحيطة بها لكنها ظلت منتصبة كأعمدة الكهرباء بعد ان فقدت جميع أوراقها و أغصانها مما يدل على ان الانفجار حدث فوقها مباشرة , و بسبب عدم العثور على حفرة في المكان فأن عملية فهم ما حدث أصبح أمرا أكثر تعقيدا مما ظنه العلماء للوهلة الأولى و الذين اعتقدوا و استنتجوا بعد اطلاعهم على إفادات الشهود بأن الجسم الذي انفجر كان نيزكا كبيرا بقطر حوالي ستين مترا اخترق الغلاف الجوي الأرضي و نتج عن عملية احتكاكه و احتراقه انفجار عظيم , لكن كيف يعقل ان يحترق نيزك بهذا الحجم في الجو بالكامل و لا تصل أي من أجزائه الى الأرض؟ هذا هو اللغز الذي ارق العلماء و لم يجدوا جوابا له حتى اليوم فجميع التحليلات و الاختبارات التي أجروها على البقايا المحروقة في مكان الانفجار لم تعط تفسيرا قاطعا و منطقيا حول ما حدث.