سبع البحر حيوان من الثدييات البحرية ينتمي لطائفة الحيوانات ذات الأقدام الزعنفية وهي حيوانات مائية تعتمد على زعانفها في السير على الأرض كما تعتمد عليها في السباحة برشاقة وسرعة .
وهذه الطائفة من الحيوانات تضم عددا من العائلات وتشمل على أنواع أخرى من الثدييات البحرية ومنها حيوان الفقمة أو عجل البحر وحيوان فيل البحر وحصان البحر وغيرها .
ولكن سباع البحر تختلف عن هذه الأنواع بآذانها الكبيرة البارزة فهي بعكس معظم الأنواع الأخرى مازالت تحتفظ بصوان الأذن أو الأذن الخارجية واقرب الأنواع لسباع البحر هي عجول البحر ذات الفراء وتنتمي إلى نفس العائلة .
والذكر من سباع البحر يمتاز برأسه الضخم ويتفوق على الإناث بحجمة الكبير والرقبة الغليظة يغطيها الشعر مما يضفي عليه شبها حقيقيا بالأسد البري .
ويحتفظ سبع البحر بصفات الثدييات البرية مع انه تكيف للعيش في البيئة المائية فهو يتنفس الهواء الجوي وجسمة يكسوه الشعر والإناث تحمل وتلد وترضع صغارها مثل بقية الحيوانات الثديية . كما انه من الحيوانات ذات الدم الحار التي تحتفظ بحرارة الجسم ثابتة رغم تغيير درجات الحرارة في البيئة المحيطة .
وتعتمد سباع البحر على زعانفها الأمامية في الزحف على الأرض كما تساعدها الزعانف الخلفية التي يمكن ثنيها تحت الجسم عند الجلوس .
وألوان الجسم في معظم الأنواع تكون من درجات اللون البني فالذكر لونه بني داكن حتى أنة يقترب من اللون الأسود ولكن الإناث افتح لونا والصغار في الغالب يكون لونها بنيا بلون الكاكاو .
أحجام سبع البحر
لا يوجد فروق كبيرة في الحجم بين الأنواع المختلفة من سباع البحر واضخم الأنواع هو سبع البحر ( ستلار ) حيث يصل طول الذكر إلى ثلاثة أمتار ونصف المتر ويزن حوالي ألف ومائة وعشرين كيلوجراما أما أنثاه فيبلغ طولها نحو مترين ونصف المتر وتزن حوالي ثلاثمائة وخمسون كيلوجراما .
وفي الأنواع الأخرى يتراوح الطول عند الذكور بين مترين وثلاثة أمتار والأوزان بين مائتين وخمسين وأربعمائة وخمسين كيلوجراما أما الإناث في هذه الأنواع فلا تزيد أطوالها عن مترين ولا تتجاوز أوزانها مائة وستين كيلوجراما .
والإختلاف الواضح في أحجام سباع البحر يكون عادة بين الذكور و الإناث من نفس النوع فالذكور دائما تكون اضخم من الإناث بدرجة ملحوظة ...
أنواع سباع البحر
يعيش في العالم اليوم خمسة أنواع من سباع البحر تختلف إختلافات طفيفة سواء في أشكالها أو في أحجامها أو في أساليب سلوكها .
وهي توجد في أماكن مختلفة ومنها أنواع واسعة الإنتشار وأنواع أخرى نادرة ومهددة بالإنقراض والفناء . وفيما يلي أنواع سباع البحر المعاصرة :
أولا: سبع البحر الكاليفورني :
وهو حيوان متوسط الحجم ويبلغ طول الذكر نحو مائتين واربعين سنتيمترا ويزن حوالي مائتين وسبعين كيلوجرام أما أنثاه فلا يزيد طولها عن مائة وثمانين سنتيمترا .
ويعيش هذا النوع في المياه المعتدلة والدافئة في المحيط الهادي على الشواطئ الغربية لأمريكا الشمالية وهو يعيش في العادة حتى سن العشرين .
يمتاز بسرعته الفائقة في السباحة والتي تصل إلى خمسة وأربعين كيلومترا في الساعة كما تعرف الحيوانات بأصواتها المرتفعة التي تشبه أصوات الكلاب .
ويعد سبع البحر الكاليفورني اكثر الأنواع تآلفا مع الإنسان واحتمالا لحياة الأسر ولهذا يستأنس هذا النوع ويدرب على الألعاب والحركات المختلفة التي يقوم بأدائها في السيرك أو في عروضة المائية .
والأفراد المستأنسة يطعمونها بأسماك السالمون والماكر يل أما في حياتها الطبيعية فتصيد الأسماك والسيبيا والحيوانات القشرية .
ثانيا : سبع البحر ستلار :
وهو اضخم الأنواع من سباع البحر حيث يصل طول الذكر إلى ثلاثة أمتار ونصف المتر ويزن حوالي ألف ومائة وعشرين كيلوجرام أما الأنثى فيبلغ طولها نحو مترين ونصف المتر وتزن حوالي ثلاثمائة وخمسين كيلوجرام .
لون الجسم بني فاتح وان كان لون الصدر والبطن ادكن قليلا من لون الظهر وهو يعيش على الشواطئ الشمالية للمحيط الهادي وخصوصا في الجنوب من الأسكا وعلى شواطئ اليابان والجزر الكورية .
يتغذى بالأسماك كما يصيد طيور البطريق في بعض الأحيان ومن عاداته اليومية انه يأكل في ظلام الليل وينام في فترة ما بعد الظهيرة .
وهو لا يمضغ الطعام عند الأكل ولكنة يستخدم الأسنان في تمزيق الفريسة ثم يلتهمها قطعة بعد أخرى . وسبع البحر ستلار من الأنواع المهددة بالإنقراض ويرجع ذلك لعدة أسباب من أهمها تلوث الماء بالبترول والنفايات الصناعية . كما تعاني هذه الحيوانات من بعض الأمراض الوراثية التي تنتقل من جيل لآخر وتفتك بأعداد كبيرة منها .
ثالثا: سبع البحر الأسترالي :
وهو حيوان متوسط الحجم ولا يزيد طول الذكر عن مترين ونصف المتر ووزنة ثلاثمائة كيلوجرام أما الأنثى فيبلغ طولها نحو مائة وثمانين سنتيمترا ولا يزيد وزنها كثيرا عن مائة كيلوجرام .
وسبع البحر الأسترالي من الأنواع النادرة يعيش على الشواطئ الجنوبية والغربية من القارة الأسترالية وعلى شواطئ الجزر القريبة منها وتعد جزيرة الكنجارو اكثر المناطق ازدحاما بهذا النوع في مواسم التزاوج وإنجاب الصغار .
تمتاز الذكور بلونها الأصفر الفاتح على الصدر والبطن وان كان اللون يدكن قليلا على الظهر والإناث بوجه عام تكون افتح ألوانا من الذكور حتى أنها تميل إلى البياض .
وهو من آكلات اللحوم مثل بقية الأنواع ويصيد الأسماك والحيوانات القشرية أقصى عمر يبلغة الفرد هو خمس وعشرون عاما .
وسبع البحر الأسترالي من الأنواع المهددة بالفناء فالإنسان يصيدها بأعداد كبيرة من اجل زيوتها وجلودها كما أنها تقع في كثير من الأحيان في الشباك المعدة لصيد اسماك القرش .
ومن الأسباب التي تحد من أعدادها وتعجل بنهايتها نقص الطعام في مواطنها وإقبال الذكور على افتراس صغارها عندما يشتد بها الجوع .
رابعا : سبع البحر النيوزلندي :
ويعرف هذا النوع أيضا باسم سبع البحر هو كر وهو اندر الأنواع من سباع البحر أكثرها عرضة للفناء والإندثار .
موطنة الطبيعي يقتصر على شواطئ نيوزلندا والجزر التابعة لها وان كان يتواجد أحيانا على الشواطئ الأسترالية الجنوبية عندما ترتحل الحيوانات طلبا للغذاء ولكنها لا تتزاوج ولا تنجب الصغار إلا على الشواطئ النيوزلندية .
يبلغ طول الذكر نحو ثلاث أمتار ويصل وزنة إلى أربعمائة وخمسين كيلوجرام أما الأنثى فلا يزيد طولها عن مائة وستين سنتيمترا .
وسبع البحر النيوزلندي يقبل على أكل السيبيا والحيوانات القشرية كما يصيد طيور البطريق في بعض الأحيان وقد تلتهم الذكور البالغة صغارها عندما يشتد بها الجوع .
وترجع ندرة هذه الحيوانات إلى صيدها بأعداد كبيرة للحصول على جلودها وزيوتها كما أنها تقع أحيانا في شبكات الصيد البحري وفي فخاخ صيد الأرانب البرية على الجزر التي تستوطنها . أقصى عمر للأنثى من هذا النوع هو ثماني عشر سنة وقد يعيش الذكر حتى سن الثالثة والعشرين .
خامسا : سبع البحر الجنوبي :
وهو متوسط الحجم ولا يزيد طول الذكر عن مائتين وستين سنتيمترا ويزن حوالي ثلاثمائة كيلوجرام بينما يصل طول الأنثى إلى مترين وتزن نحو مائة وخمسين كيلوجرام .
ويعيش سبع البحر الجنوبي في المياه المعتدلة والباردة على الشواطئ المهجورة في أمريكا الجنوبية المطلة على المحيط الهادي والمحيط الأطلسي .
يمتاز بلونه البني الداكن المائل إلى الحمرة وينفرد الذكر برأسه الكبير وعنقه الغليظ ويكون لونهما الفاتح اقرب إلى اللون الأصفر .
وهو من الأنواع المهددة بالفناء نتيجة للتلوث المائي بالمواد الكيميائية والمعادن الثقيلة وخصوصا على شواطئ الأرجنتين وقد أدى هذا التلوث إلى إصابة الحيوانات بأمراض عديدة ومنها مرض السرطان الذي يفتك بأعداد كبيرة من هذه الحيوانات .
كما يطاردها للقضاء عليها صيادو اسماك السالمون لاعتقادهم بأنها تفتك بهذه الأسماك فتقلل من حصيلة الصيد .
وسبع البحر الجنوبي يتغذى أساسا بالحيوانات القشرية الصغيرة كما يصيد الأسماك في بعض الأحيان ويعيش الحيوان في العادة حتى سن العشرين .
سبــع البحــــر الجزء الثاني أين تعيش سباع البحر ؟
تعيش سباع البحر في أنحاء متفرقة فمنها ما يعيش في المياه المعتدلة والدافئة ومنها ما يعيش في المياه الباردة .
وقد يحدث اختلاط بين عدد من الأنواع في فصل الشتاء حيث ترحل سباع البحر في رحلات للصيد إلى المناطق الدافئة طلبا للغذاء الوفير ثم تعود إلى مواطنها مرة أخرى .
فسبع البحر الكاليفورني مثلا يعيش في المياه المعتدلة والدافئة على الشواطئ الغربية لأمريكا الشمالية المطلة على المحيط الهادي .
ويعيش سبع البحر ستلار في المياه الباردة على الشواطئ الشمالية للمحيط الهادي وخصوصا في الجنوب من ألا سكا وعلى شواطئ اليابان والجزر الكورية .
ويعيش سبع البحر النيوزلندي على شواطئ نيوزلندا والجزر التابعة لها أما سبع البحر الأسترالي فيعيش على الشواطئ الغربية والجنوبية للقارة الأسترالية والجزر القريبة منها .
الشكل الخارجي لسبع البحر
سبع البحر حيوان ثديي ذو جسم مترهل وله أربع زعانف أو عوامات . الأماميتان منها جلديتان طويلتان وتنتهيان بالأظافر والزعنفتان الخليفتان قصيرتان ويمكن ثنيهما تحت الجسم في اثنا الجلوس .
ويختلف الذكر عن الأنثى في شكله الخارجي فهو اضخم حجما وله رأس كبير وجهه بارزة كما أن رقبته الغليظة يكسوها الشعر مما يضفي علية شبهها بالأسد البري .
والرأس والرقبة عند الذكر تكون فاتحة اللون كما يكون الصدر والبطن افتح لونا من ظهر الحيوان وتتدرج الألوان عند الذكور من البني المحمر و الأصفر الغامق إلى اللون البني الداكن القريب من اللون الأسود .
أما الإناث فهي اصغر حجما وافتح لونا من الذكور ويكون لون الجسم كله من نفس الدرجة ويتدرج اللون عند الإناث بين البني الفاتح والأصفر الفاتح القريب من اللون الأبيض .
والصغار لونها بني وسط مثل الكاكاو وبعد الشهر السادس من عمرها تتحول إلى الألوان التي تميز الأفراد البالغة .
ويمتاز سبع البحر بأن اذنية كبيرتان نسبيا وله غطاء للأنف يشبه الجفن ويغطي فتحتي انفه عندما يغوص تحت الماء .
وجسم سبع البحر يغطيه الشعر مثل جميع الثدييات وتزداد كثافة الشعر في الأنواع التي تعيش في المياه الباردة فنعتبرها مكسوة بالفراء .
وهو يمتاز أيضا بفكية القويين واسنانه الحادة . والأسنان عند الذكور اكبر حجما من اسنان الإناث وتستخدم هذه الأسنان في القبض على الفريسة وتمزيقها تمهيدا لإبتلاعها حيث أن سباع البحر لا تمضغ الطعام .
خصائص سباع البحر
تنتمي سباع البحر للحيوانات الثديية فهي من الحيوانات ذات الدم الحار التي تحتفظ بدرجة حرارة الجسم مهما تغيرت درجات الحرارة في البيئة التي تحيط بها .
ويساعدها على الاحتفاظ بحرارة الجسم أنها تحمل طبقة سميكة من الدهن تحت الجلد كما إن هذا الدهن يضفي على الجسم ليونة وخفة في الماء فيتمكن الحيوان من السباحة في رشاقة وسرعة وفي نفس الوقت يساعده في الزحف على الرمال والصخور ويحمية من إصابات الاحتكاك عندما يتحرك على الأرض .
وتمتاز سباع البحر بزعانفها الجلدية وتكون الزعانف الأمامية طويلة حتى توفر للحيوان قوة الدفع في السباحة بينما تعمل الزعانف الخلفية كالدفة وتساعده في تحديد الاتجاه تحت الماء .
وسبع البحر سباح ماهر ويستطيع العوم بسرعات عالية قد تزيد عن خمسة واربعين كيلومترا في الساعة ولكنة لا يستطيع البقاء تحت الماء اكثر من خمس عشرة دقيقة وعلية أن يصعد بعدها إلى سطح الماء للتنفس وفي خلال هذه الفترة القصيرة يستطيع سبع البحر أن يغوص إلى عمق مائة متر تحت الماء .
وعندما يهبط الحيوان في الماء تبطئ نبضات القلب عن سرعتها العادية مما يقلل من استهلاك الجسم للأكسجين ويمكن الحيوان من البقاء تحت الماء مدة أخرى .
والمعروف أن سباع البحر حيوانات مرحة تحب اللهو واللعب وتصيح بأصوات عالية تشبه أصوات الكلاب وهذه الأصوات تساعدها في التعرف على بعضها البعض وفي تبادل الحوار وفي إغراء الجنس الآخر في موسم التزاوج .
وتقوم سباع البحر في الماء بأداء العديد من الحركات البهلوانية والقفزات العالية كما أنها شديدة الفضول حتى أنها تحاول الاقتراب من الإنسان للتعرف علية .
ولكن بعض الأنواع تتصف بالشراسة ولاتتحمل أن يقترب منها الإنسان مثل سبع البحر ستلار .
سباع البحر لها حاسة سمع قوية بفضل آذانها البارزة على جانبي الرأس ولها حاسة شم مرهفة حتى أن الصغير يتعرف على أمه عن طريق الرائحة ولهذا لا تتركة الام بعد الولادة إلا بعد أن يتشمم جسمها لفترة كافية إلى أن يتعرف على رائحتها .
ومن عادة سباع البحر أنها تعرض أجسامها للشمس على فترات طلبا للدفء في الأجواء الباردة حيث تستلقي على الصخور في جماعات كبيرة حتى أنها ترقص أحيانا فوق بعضها البعض من شدة الزحام .
التكاثر عند سباع البحر
في موسم التزاوج تخرج أفواج من سباع البحر إلى الشاطئ المعهود ويحاول كل من الذكور أن يسيطر على مساحة الأرض وان يجمع عددا من الإناث قد يصل إلى ثلاثين أنثى .
ولكن هناك بعض الاختلافات بين الأنواع من حيث سن البلوغ وعدد الإناث وغير ذلك من أساليبها في السلوك
أولا : سبع البحر الكاليفورني :
يمتد موسم التزاوج عند هذا النوع من شهر مارس وحتى نهاية شهر يوليو والإناث تصل إلى سن البلوغ في الثالثة من عمرها بينما تبلغ الذكور في سن الخامسة .
والذكور القوية وحدها هي التي تستطيع السيطرة الكاملة على مساحة كافية من الأرض بين الصخور .
ولهذا تتجه الذكور قبل الإناث إلى الشاطئ الصخري وتتصارع للسيطرة على مناطق النفوذ وهذه المعارك هي التي تحدد الذكور القوية والمساحات التي تسيطر عليها .
والهدف من المعارك هو أن يحظى بمعاشرة الإناث أقوى الذكور وامهرها واكثرا قدرة على الصمود وذلك لإنجاب نسل سليم يرث القوة الآبا ء وقدراتها .
وبعد ثلاثة أيام تصل الإناث إلى الشاطئ فتستقبلها الذكور ويدور الصراع بينهما مرة أخرى ويستطيع الذكر القوي أن يحوز نحو خمس عشرة أنثى في الموسم الواحد .
ثم تستقر الأوضاع وتضع لحوامل صغارها وتستطيع الأمهات أن تتزاوج مرة أخرى بعد الولادة بأسبوع واحد . وهكذا تتم الولادات والتزاوج وتربية الصغار في نفس الموسم كل عام . والعجيب أن الذكور خلال هذه الفترة تتوقف تماما عن تناول الغذاء لمدة شهرين على الأقل فالذكر يتفرغ لحراسة الأرض وحماية الإناث وصغارها ويتصدى للدفاع عنها ضد أي ذكر دخيل .
وفترة الحمل عند الإناث تستغرق نحو عام كامل وتلد الأنثى صغيرا واحدا في كل مرة وتقوم الام برضاع الصغير ورعايته وتسبغ عليه كل الحب والحنان حتى انه ينام على ظهرها ولا تتركه يغيب عن بصرها لحظة واحدة .
وان كان عليها بعد الولادة بأسبوع واحد تترك الصغير في رعاية الذكر وان تغوص في الماء للحصول على الغذاء حتى لا ينضب اللبن في أثدائها .
وتستغرق الام في تناول الغذاء يومين كاملين وفي هذه الفترة تتولى إرضاع الصغير إحدى الأمهات الأخرى من أفراد الأسرة .
وبعد تناول الغذاء تعود الام إلى صغيرها لإرضاعه ثم تتركة بعد يومين آخرين وتعاود الغوص في الماء مرة أخرى وتستمر على هذه الوتيرة طوال فترة الرضاعة .
وبعد شهر من مولد الصغير تبدأ الام في تدريبه على السباحة وفي خلال شهر واحد يكتسب المهارة الكافية ويرافقها في السباحة تحت الماء ثم يعودان إلى الشاطئ حيث ترضعه الام لمدة يومين ثم يعاودان الغوص في الماء وهكذا .
ثانيا : سبع البحر ستلار :
لا يختلف كثيرا في عاداته وأساليب سلوكه عن سبع البحر الكاليفورني ولكن موسم التزاوج لسبع البحر ستلار يكون في الفترة من شهر مارس وحتى شهر مايو من كل عام .
ويعاشر الذكر خلال هذه المدة نحو ثلاثين أنثى وتستطيع الأمهات أن تتزاوج مرة أخرى بعد الولادة بنحو أسبوعين .
ثالثا : سبع البحر الأسترالي :
يتشابه أيضا في عاداته وأساليب سلوكه مع سبع البحر الكاليفورني ولكن موسم التزاوج عند سبع البحر الأسترالي يمتد إلى خمسة شهور تنقسم على فترتين أما في الصيف والشتاء أو في الربيع والخريف فبعض المستعمرات من هذا النوع تتزاوج في الصيف والشتاء وبعضها يتجمع للتزاوج في الربيع والخريف .
والإناث من سبع البحر الأسترالي تصل إلى سن البلوغ في السادسة من عمرها بينما تتزاوج الذكور في التاسعة ولا يزيد عدد الإناث التي يعاشرها عن ست إناث في الموسم الواحد .
ومدة الحمل عند هذا النوع تصل إلى نحو سبعة عشر شهرا وترضع الام صغيرها لمدة طويلة نسبيا قد تصل إلى عامين كاملين .
رابعا : سبع البحر النيوزلندي :
يمتد موسم التزاوج عند هذا النوع في الفترة من شهر نوفمبر حتى نهاية شهر يناير من كل عام وهي توافق فصلي الربيع والصيف في نصف الكرة الجنوبي وتولد الصغار عادة في شهر ديسمبر .
وتصل الإناث إلى سن البلوغ في الرابعة من عمرها بينما تبلغ الذكور في سن الخامسة ويعاشر الذكر عددا كبيرا من الإناث قد يزيد عن عشرين أنثى .
مدة الحمل عام واحد وترضع الام صغيرها نحو عام كامل .
خامسا : سبع البحر الجنوبي :
الإناث من هذا النوع تصل إلى سن البلوغ في الخامسة من عمرها بينما تبلغ الذكور في سن السادسة ولكن الذكور لا تكتسب القوة الكافية للسيطرة على مناطق النفوذ إلا عندما تكون في التاسعة من عمرها تقريبا فتتمكن من التزاوج للمرة الأولى .
وموسم التزاوج في فصل الصيف من شهر ديسمبر حتى أوائل فبراير ولا يزيد عدد الإناث في حوزة الذكر عن ستة إناث في كل موسم .
مدة الحمل لا تزيد عن عام واحد وترضع الام صغيرها لمدة عام آخر .
سبــع البحــــر الجزء الثاني نشأة سباع البحر وتطورها
يعتقد العلماء أن أسلاف سبع البحر لم تكن من الحيوانات المائية ولكنها كانت من حيوانات البر لجأ إلى الماء للحصول على الغذاء .
وتمكن الحيوان عبر ملايين السنين من التكيف مع البيئة المائية فأصبح الجسم اكثر استطالة وانسيابية وتحورت الأرجل القصيرة إلى زعانف جلدية وان كانت قد احتفظت بأظافرها .
كما ظهر للأنف غطاء يشبة الجفون حتى يتمكن الحيوان من إغلاق فتحتي الأنف ويمنع تسرب الماء للرئتين عندما يغوص تحت الماء .
أما عضلات الجسم فقد ازدادت قوة ومرونة حتى تساعد الحيوان في الزحف على الرمال والصخور عندما يخرج على الشاطئ فهو يزحف بالإرتكاز على الزعانف الأمامية التي تدفعة إلى الأمام وعن طريق شد عضلات الجسم وارخائها يتمكن الحيوان من الزحف على الأرض .
غذاء سبع البحر
لأنه من الحيوانات آكلة اللحوم يمتاز سبع البحر بفكيين قويين يساعدانه في القبض على الفرائس وله أسنان حادة يستخدمها في تمزيق الفريسة قبل التهامها فهو لا يمضغ الطعام وإنما يبتلعه بعد تقطيعه .
ومعظم الأنواع من سباع البحر تتغذى بالأسماك أو الحبار والحيوانات القشرية .
كما تصيد طيور البطريق في بعض الأحيان وتعتبر السالمون والماكريل من الأطعمة المفضلة لسباع البحر .
وقد اعتادت هذه الحيوانات أن تصيد الغذاء في أثناء الليل وان تنام في فترة ما بعد الظهيرة
ولكن الذكور البالغة من هذه الحيوانات كثيرا ما تلتهم صغارها عندما لاتجد ما تأكله ويعتقد الخبراء أن هذه الأفراد التي تأكل أبناءها تكون من الذكور الهزيلة التي لم تتمكن من التزاوج ولم تنجح في السيطرة على مناطق النفوذ فهي تهاجم الصغار بدافع الحقد والغل والرغبة في الإنتقام .
الحياة الاجتماعية لسباع البحر
سباع البحر حيوانات اجتماعية تعيش في جماعات كبيرة أو مستعمرات تضم آلآلاف من هذه الحيوانات فهي تتزاوج وتتوالد وتقضي معظم حياتها في هذه المستعمرات .
وهذه الحيوانات لا تهاجر ولا تغادر مواطنها ولكنها ترحل أحيانا في رحلات للصيد للحصول على الغذاء وقد تسغرق الرحلة أسبوعين أو ثلاثة ثم تعود إلى مستعمراتها .
والذكور في رحلات الصيد تقطع مسافات أطول من الإناث وقد تصل المسافة إلى ثلاثين ميلا بحريا .
ومستعمرة سباع البحر تجمع العديد من الأسر المتجاورة وتتكو ن الأسرة من الذكر الأب وعدد من الإناث وصغارها كما تضم الأسرة أعدادا من الذكور والإناث التي لم تصل بعد إلى سن البلوغ .
وتتعاون الأمهات عادة في رعاية الصغار وتشترك في إرضاعها وفي حمايتها من الأخطار ولكن كل من هذه الصغار يتعرف على أمة من رائحتها كما تهتم كل من الأمهات بتدريب صغيرها على السباحة والصيد بعد شهر من ولادته .
فالحياة الاجتماعية في مستعمرة سباع البحر تعتمد على المشاركة والتعاون سواء في صيد الغذاء أو في رعاية الصغار كما يشترك الجميع في اللعب والمرح وتتبادل الصياح في محاورتها الصاخبة .
وكثيرا ما ترقد الحيوانات تحت أشعة الشمس طلبا للدفء والراحة وعندما يشتد الزحام تستلقي الحيوانات في جماعات كبيرة العدد حتى أنها ترتص أحيانا فوق بعضها البعض .
التكييف البيئي لسباع البحر
سباع البحر حيوانات ثديية ذات دم حارة ولكنها على مر الأجيال والأحقاب تكيفت للعيش في البيئة المائية .
فالزعنفتين الأماميتين الطويلتان تساعدان الحيوان في السباحة وتدفعانه إلى الأمام تحت الماء في سهولة وسرعة وفي نفس الوقت تعملان كمحور ارتكاز للحيوان عندما يزحف على الأرض .
أما الزعنفتان الخلفيتان فتعملان كالدفة في تحديد الاتجاه عندما يسبح الحيوان تحت الماء كما يجلس عليهما عندما يخرج إلى البر .
ومثل جميع الحيوانات الثديية تعتمد سباع البحر في تنفسها على الهواء الخارجي ولكنها تستطيع البقاء تحت الماء نحو ربع ساعة في كل مرة وفي خلال هذه الفترة تبطئ دقات القلب مما يقلل من احتياجات الجسم للأكسجين ويساعد الحيوان على البقاء تحت الماء .
كما إن كلا من فتحتي الأنف لها غطاء يشبه أجفان العيون فيتمكن الحيوان من إغلاق الفتحتين كلما غاص تحت الماء حتى لا يتسرب إلى الرئتين .
وتمتاز سباع البحر أيضا بحاستي سمع وبصر حادتين حتى تتمكن من استكشاف معالم البيئة سواء كانت على الأرض أو في الماء .
ويحمل سبع البحر تحت الجلد طبقة سميكة من الدهن حتى تحفظ للجسم حرارته كما أنها تساعد الحيوان على الطفو في الماء وتسهل حركته على البر فهي تقلل من احتكاك الجسم بالصخور عندما يزحف الحيوان خارج الماء .
الأعداء الطبيعية لسبع البحر
الحوت القاتل هو العدو الأول لسبع البحر حيث يعتبره من الأطعمة المفضلة كما تقبل على صيده اسماك القرش وخصوصا من الأنواع العملاقة مثل القرش الأبيض الكبير .
والإنسان أيضا من الأعداء الطبيعية لسباع البحر فشباك الصيد الكبيرة في الماء وشراك صيد الأرانب البرية على الأرض تعتبر فخاخا قاتلة تتعلق بها أفرادا عديدة من سباع البحر كم أن صيادي الأسماك يعتقدون أنها تفتك بمحصول الصيد فيعمدون إلى قتل أعدادا كبيرة منها .
ثدييات بحرية تشبه سباع البحر
توجد أنواع أخرى من الثدييات البحرية التي تشبة سباع البحر ولكنها تختلف عنها في بعض الخصائص ومن هذه الثدييات :
أولا: عجول البحر ذات الفراء :
ويعرف الفرد منها باسم الفقمة ذات الفرو واهم ما يميزها عن سباع البحر أنها لا تحمل آذانا خارجية بارزة كما أن شعرها اكثر كثافة وأطرافها الخلفية تمتد إلى الوراء فلا يتمكن الحيوان من ثنيها تحت البطن .
ثانيا : أفيال البحر :
وهي اكبر حجما من سباع البحر وليست لها آذان بارزة كما أنها تميل إلى الصمت والسكون فلا تصدر أصواتا عالية مثلما تفعل سباع البحر إلا عندما تشتبك الذكور في معاركها .
ويميز الذكور من أفيال البحر أن الأنف قد استطال إلى خرطوم يشبه خرطوم الفيل وقد يصل طوله عند انتصابه إلى نصف المتر أو يزيد وهو يساعد الحيوان في تضخيم الصوت عندما يزأر لتهديد أعدائه ومنافسيه .
ثالثا : فقمة المينا :
تعيش في المياه الباردة ونجدها أحيانا في مياه الأنهار وهي اصغر حجما من سبع البحر ولا تتجمع في مستعمرات كبيرة ليست لها آذان خارجية وتعرف بجلدها الأرقط .
رابعا : دب البحر :
أذناه بارزتان مثل سبع البحر ولكنه اصغر حجما واكثر نشاطا ورشاقة وله شعر ناعم على العنق والجانبين . ودببة البحر تستوطن البحار الشمالية كما تعيش في المياه الساحلية على الشواطئ الجنوبية للقارة الأفريقية ولكنها أصبحت من الأنواع النادرة بعد أن دأب الصيادون على الفتك بها .
خامسا : حصان البحر :
وهو اكبر حجما من سبع البحر وليست له آذان بارزتان ويميز الذكر طول النابين البارزين في فكه العلوي وقد يصل طول الناب إلى خمسة وسبعين سنتيمتر وهو يستخدم النابين في الدفاع عن إناثه وفي حفر القاع للبحث عن القواقع والحيوانات القشرية .
أخطار تهدد سباع البحر
ربما كان سبع البحر الكاليفورني هو النوع الوحيد من سباع البحر الذي يتكاثر بطريق طبيعية ولا يواجه خطر الانقراض .
أما الأنواع الأخرى فتتعرض للفناء بدرجات كبيرة ومتفاوته نظرا للأخطار التي تهددها ومن هذه الأخطار :
أولا: تلوث المياه بمشتقات البترول والكيماويات والنفايات الصناعية فهي تعوق سبع البحر عن التنفس مما يؤدي إلى موت أعدادا كبيرة منها ولقد أدى تلوث المياه على شواطئ الأرجنتين إلى موت هذه الحيوانات أو أصابتها بأمراض الجلد والعيون .
ثانيا: شباك الصيد لأسماك القرش والسالمون وكذلك مصائد السيبيا أو الحبار تعتبر فخاخا متربصة يتعلق بها العديد من سباع البحر ثم يقتلها الصيادون .
ثالثا: على بعض الجزر الأسترالية أعدت الشراك والفخاخ لصيد الأرانب البرية بعد أن تكاثرت بأعداد هائلة ولكن هذه الفخاخ القاتلة أوقعت سباع البحر مما أدى إلى موتها بأعداد كبيرة .
رابعا: نقص الغذاء في بعض البيئات البحرية يؤثر بالطبع على حياة سباع البحر ويدفعها إلى الرحيل من مكان لآخر وان كان هذا التأثير لم يصل بعد إلى الدرجة الخطيرة التي تؤدي إلى الفناء والانقراض .
فوائد سباع البحر
سبع البحر يزود الإنسان بالدهون فيستخلص منها عددا من الزيوت الثمينة التي يستخدمها في صناعة العطور ومواد التجميل كما ينتفع الإنسان بجلودها وفرائها وخصوصا في المناطق القطبية الباردة .
وتقبل بعض الشعوب على أكل لحوم سبع البحر وان كانت هذه اللحوم في معظم الأقطار تستخدم في إعداد وجبات للقطط والكلاب .
وتستأنس أفراد من سبع البحر الكاليفورني وتدرب على تقديم ألعابها في السيرك وفي العروض المائية لإسعاد المشاهدين من الكبار والصغار فهذا النوع يعتبر من اكثر الأنواع تآلفا مع الإنسان وتقبلا لحياة الأسر .
وعندما يقوم الإنسان بتربية سباع البحر سواء في أحواض العرض أو في حدائق الحيوان فانه يطعمها بأسماك السردين والماكر يل ...
وهذه الطائفة من الحيوانات تضم عددا من العائلات وتشمل على أنواع أخرى من الثدييات البحرية ومنها حيوان الفقمة أو عجل البحر وحيوان فيل البحر وحصان البحر وغيرها .
ولكن سباع البحر تختلف عن هذه الأنواع بآذانها الكبيرة البارزة فهي بعكس معظم الأنواع الأخرى مازالت تحتفظ بصوان الأذن أو الأذن الخارجية واقرب الأنواع لسباع البحر هي عجول البحر ذات الفراء وتنتمي إلى نفس العائلة .
والذكر من سباع البحر يمتاز برأسه الضخم ويتفوق على الإناث بحجمة الكبير والرقبة الغليظة يغطيها الشعر مما يضفي عليه شبها حقيقيا بالأسد البري .
ويحتفظ سبع البحر بصفات الثدييات البرية مع انه تكيف للعيش في البيئة المائية فهو يتنفس الهواء الجوي وجسمة يكسوه الشعر والإناث تحمل وتلد وترضع صغارها مثل بقية الحيوانات الثديية . كما انه من الحيوانات ذات الدم الحار التي تحتفظ بحرارة الجسم ثابتة رغم تغيير درجات الحرارة في البيئة المحيطة .
وتعتمد سباع البحر على زعانفها الأمامية في الزحف على الأرض كما تساعدها الزعانف الخلفية التي يمكن ثنيها تحت الجسم عند الجلوس .
وألوان الجسم في معظم الأنواع تكون من درجات اللون البني فالذكر لونه بني داكن حتى أنة يقترب من اللون الأسود ولكن الإناث افتح لونا والصغار في الغالب يكون لونها بنيا بلون الكاكاو .
أحجام سبع البحر
لا يوجد فروق كبيرة في الحجم بين الأنواع المختلفة من سباع البحر واضخم الأنواع هو سبع البحر ( ستلار ) حيث يصل طول الذكر إلى ثلاثة أمتار ونصف المتر ويزن حوالي ألف ومائة وعشرين كيلوجراما أما أنثاه فيبلغ طولها نحو مترين ونصف المتر وتزن حوالي ثلاثمائة وخمسون كيلوجراما .
وفي الأنواع الأخرى يتراوح الطول عند الذكور بين مترين وثلاثة أمتار والأوزان بين مائتين وخمسين وأربعمائة وخمسين كيلوجراما أما الإناث في هذه الأنواع فلا تزيد أطوالها عن مترين ولا تتجاوز أوزانها مائة وستين كيلوجراما .
والإختلاف الواضح في أحجام سباع البحر يكون عادة بين الذكور و الإناث من نفس النوع فالذكور دائما تكون اضخم من الإناث بدرجة ملحوظة ...
أنواع سباع البحر
يعيش في العالم اليوم خمسة أنواع من سباع البحر تختلف إختلافات طفيفة سواء في أشكالها أو في أحجامها أو في أساليب سلوكها .
وهي توجد في أماكن مختلفة ومنها أنواع واسعة الإنتشار وأنواع أخرى نادرة ومهددة بالإنقراض والفناء . وفيما يلي أنواع سباع البحر المعاصرة :
أولا: سبع البحر الكاليفورني :
وهو حيوان متوسط الحجم ويبلغ طول الذكر نحو مائتين واربعين سنتيمترا ويزن حوالي مائتين وسبعين كيلوجرام أما أنثاه فلا يزيد طولها عن مائة وثمانين سنتيمترا .
ويعيش هذا النوع في المياه المعتدلة والدافئة في المحيط الهادي على الشواطئ الغربية لأمريكا الشمالية وهو يعيش في العادة حتى سن العشرين .
يمتاز بسرعته الفائقة في السباحة والتي تصل إلى خمسة وأربعين كيلومترا في الساعة كما تعرف الحيوانات بأصواتها المرتفعة التي تشبه أصوات الكلاب .
ويعد سبع البحر الكاليفورني اكثر الأنواع تآلفا مع الإنسان واحتمالا لحياة الأسر ولهذا يستأنس هذا النوع ويدرب على الألعاب والحركات المختلفة التي يقوم بأدائها في السيرك أو في عروضة المائية .
والأفراد المستأنسة يطعمونها بأسماك السالمون والماكر يل أما في حياتها الطبيعية فتصيد الأسماك والسيبيا والحيوانات القشرية .
ثانيا : سبع البحر ستلار :
وهو اضخم الأنواع من سباع البحر حيث يصل طول الذكر إلى ثلاثة أمتار ونصف المتر ويزن حوالي ألف ومائة وعشرين كيلوجرام أما الأنثى فيبلغ طولها نحو مترين ونصف المتر وتزن حوالي ثلاثمائة وخمسين كيلوجرام .
لون الجسم بني فاتح وان كان لون الصدر والبطن ادكن قليلا من لون الظهر وهو يعيش على الشواطئ الشمالية للمحيط الهادي وخصوصا في الجنوب من الأسكا وعلى شواطئ اليابان والجزر الكورية .
يتغذى بالأسماك كما يصيد طيور البطريق في بعض الأحيان ومن عاداته اليومية انه يأكل في ظلام الليل وينام في فترة ما بعد الظهيرة .
وهو لا يمضغ الطعام عند الأكل ولكنة يستخدم الأسنان في تمزيق الفريسة ثم يلتهمها قطعة بعد أخرى . وسبع البحر ستلار من الأنواع المهددة بالإنقراض ويرجع ذلك لعدة أسباب من أهمها تلوث الماء بالبترول والنفايات الصناعية . كما تعاني هذه الحيوانات من بعض الأمراض الوراثية التي تنتقل من جيل لآخر وتفتك بأعداد كبيرة منها .
ثالثا: سبع البحر الأسترالي :
وهو حيوان متوسط الحجم ولا يزيد طول الذكر عن مترين ونصف المتر ووزنة ثلاثمائة كيلوجرام أما الأنثى فيبلغ طولها نحو مائة وثمانين سنتيمترا ولا يزيد وزنها كثيرا عن مائة كيلوجرام .
وسبع البحر الأسترالي من الأنواع النادرة يعيش على الشواطئ الجنوبية والغربية من القارة الأسترالية وعلى شواطئ الجزر القريبة منها وتعد جزيرة الكنجارو اكثر المناطق ازدحاما بهذا النوع في مواسم التزاوج وإنجاب الصغار .
تمتاز الذكور بلونها الأصفر الفاتح على الصدر والبطن وان كان اللون يدكن قليلا على الظهر والإناث بوجه عام تكون افتح ألوانا من الذكور حتى أنها تميل إلى البياض .
وهو من آكلات اللحوم مثل بقية الأنواع ويصيد الأسماك والحيوانات القشرية أقصى عمر يبلغة الفرد هو خمس وعشرون عاما .
وسبع البحر الأسترالي من الأنواع المهددة بالفناء فالإنسان يصيدها بأعداد كبيرة من اجل زيوتها وجلودها كما أنها تقع في كثير من الأحيان في الشباك المعدة لصيد اسماك القرش .
ومن الأسباب التي تحد من أعدادها وتعجل بنهايتها نقص الطعام في مواطنها وإقبال الذكور على افتراس صغارها عندما يشتد بها الجوع .
رابعا : سبع البحر النيوزلندي :
ويعرف هذا النوع أيضا باسم سبع البحر هو كر وهو اندر الأنواع من سباع البحر أكثرها عرضة للفناء والإندثار .
موطنة الطبيعي يقتصر على شواطئ نيوزلندا والجزر التابعة لها وان كان يتواجد أحيانا على الشواطئ الأسترالية الجنوبية عندما ترتحل الحيوانات طلبا للغذاء ولكنها لا تتزاوج ولا تنجب الصغار إلا على الشواطئ النيوزلندية .
يبلغ طول الذكر نحو ثلاث أمتار ويصل وزنة إلى أربعمائة وخمسين كيلوجرام أما الأنثى فلا يزيد طولها عن مائة وستين سنتيمترا .
وسبع البحر النيوزلندي يقبل على أكل السيبيا والحيوانات القشرية كما يصيد طيور البطريق في بعض الأحيان وقد تلتهم الذكور البالغة صغارها عندما يشتد بها الجوع .
وترجع ندرة هذه الحيوانات إلى صيدها بأعداد كبيرة للحصول على جلودها وزيوتها كما أنها تقع أحيانا في شبكات الصيد البحري وفي فخاخ صيد الأرانب البرية على الجزر التي تستوطنها . أقصى عمر للأنثى من هذا النوع هو ثماني عشر سنة وقد يعيش الذكر حتى سن الثالثة والعشرين .
خامسا : سبع البحر الجنوبي :
وهو متوسط الحجم ولا يزيد طول الذكر عن مائتين وستين سنتيمترا ويزن حوالي ثلاثمائة كيلوجرام بينما يصل طول الأنثى إلى مترين وتزن نحو مائة وخمسين كيلوجرام .
ويعيش سبع البحر الجنوبي في المياه المعتدلة والباردة على الشواطئ المهجورة في أمريكا الجنوبية المطلة على المحيط الهادي والمحيط الأطلسي .
يمتاز بلونه البني الداكن المائل إلى الحمرة وينفرد الذكر برأسه الكبير وعنقه الغليظ ويكون لونهما الفاتح اقرب إلى اللون الأصفر .
وهو من الأنواع المهددة بالفناء نتيجة للتلوث المائي بالمواد الكيميائية والمعادن الثقيلة وخصوصا على شواطئ الأرجنتين وقد أدى هذا التلوث إلى إصابة الحيوانات بأمراض عديدة ومنها مرض السرطان الذي يفتك بأعداد كبيرة من هذه الحيوانات .
كما يطاردها للقضاء عليها صيادو اسماك السالمون لاعتقادهم بأنها تفتك بهذه الأسماك فتقلل من حصيلة الصيد .
وسبع البحر الجنوبي يتغذى أساسا بالحيوانات القشرية الصغيرة كما يصيد الأسماك في بعض الأحيان ويعيش الحيوان في العادة حتى سن العشرين .
سبــع البحــــر الجزء الثاني أين تعيش سباع البحر ؟
تعيش سباع البحر في أنحاء متفرقة فمنها ما يعيش في المياه المعتدلة والدافئة ومنها ما يعيش في المياه الباردة .
وقد يحدث اختلاط بين عدد من الأنواع في فصل الشتاء حيث ترحل سباع البحر في رحلات للصيد إلى المناطق الدافئة طلبا للغذاء الوفير ثم تعود إلى مواطنها مرة أخرى .
فسبع البحر الكاليفورني مثلا يعيش في المياه المعتدلة والدافئة على الشواطئ الغربية لأمريكا الشمالية المطلة على المحيط الهادي .
ويعيش سبع البحر ستلار في المياه الباردة على الشواطئ الشمالية للمحيط الهادي وخصوصا في الجنوب من ألا سكا وعلى شواطئ اليابان والجزر الكورية .
ويعيش سبع البحر النيوزلندي على شواطئ نيوزلندا والجزر التابعة لها أما سبع البحر الأسترالي فيعيش على الشواطئ الغربية والجنوبية للقارة الأسترالية والجزر القريبة منها .
الشكل الخارجي لسبع البحر
سبع البحر حيوان ثديي ذو جسم مترهل وله أربع زعانف أو عوامات . الأماميتان منها جلديتان طويلتان وتنتهيان بالأظافر والزعنفتان الخليفتان قصيرتان ويمكن ثنيهما تحت الجسم في اثنا الجلوس .
ويختلف الذكر عن الأنثى في شكله الخارجي فهو اضخم حجما وله رأس كبير وجهه بارزة كما أن رقبته الغليظة يكسوها الشعر مما يضفي علية شبهها بالأسد البري .
والرأس والرقبة عند الذكر تكون فاتحة اللون كما يكون الصدر والبطن افتح لونا من ظهر الحيوان وتتدرج الألوان عند الذكور من البني المحمر و الأصفر الغامق إلى اللون البني الداكن القريب من اللون الأسود .
أما الإناث فهي اصغر حجما وافتح لونا من الذكور ويكون لون الجسم كله من نفس الدرجة ويتدرج اللون عند الإناث بين البني الفاتح والأصفر الفاتح القريب من اللون الأبيض .
والصغار لونها بني وسط مثل الكاكاو وبعد الشهر السادس من عمرها تتحول إلى الألوان التي تميز الأفراد البالغة .
ويمتاز سبع البحر بأن اذنية كبيرتان نسبيا وله غطاء للأنف يشبه الجفن ويغطي فتحتي انفه عندما يغوص تحت الماء .
وجسم سبع البحر يغطيه الشعر مثل جميع الثدييات وتزداد كثافة الشعر في الأنواع التي تعيش في المياه الباردة فنعتبرها مكسوة بالفراء .
وهو يمتاز أيضا بفكية القويين واسنانه الحادة . والأسنان عند الذكور اكبر حجما من اسنان الإناث وتستخدم هذه الأسنان في القبض على الفريسة وتمزيقها تمهيدا لإبتلاعها حيث أن سباع البحر لا تمضغ الطعام .
خصائص سباع البحر
تنتمي سباع البحر للحيوانات الثديية فهي من الحيوانات ذات الدم الحار التي تحتفظ بدرجة حرارة الجسم مهما تغيرت درجات الحرارة في البيئة التي تحيط بها .
ويساعدها على الاحتفاظ بحرارة الجسم أنها تحمل طبقة سميكة من الدهن تحت الجلد كما إن هذا الدهن يضفي على الجسم ليونة وخفة في الماء فيتمكن الحيوان من السباحة في رشاقة وسرعة وفي نفس الوقت يساعده في الزحف على الرمال والصخور ويحمية من إصابات الاحتكاك عندما يتحرك على الأرض .
وتمتاز سباع البحر بزعانفها الجلدية وتكون الزعانف الأمامية طويلة حتى توفر للحيوان قوة الدفع في السباحة بينما تعمل الزعانف الخلفية كالدفة وتساعده في تحديد الاتجاه تحت الماء .
وسبع البحر سباح ماهر ويستطيع العوم بسرعات عالية قد تزيد عن خمسة واربعين كيلومترا في الساعة ولكنة لا يستطيع البقاء تحت الماء اكثر من خمس عشرة دقيقة وعلية أن يصعد بعدها إلى سطح الماء للتنفس وفي خلال هذه الفترة القصيرة يستطيع سبع البحر أن يغوص إلى عمق مائة متر تحت الماء .
وعندما يهبط الحيوان في الماء تبطئ نبضات القلب عن سرعتها العادية مما يقلل من استهلاك الجسم للأكسجين ويمكن الحيوان من البقاء تحت الماء مدة أخرى .
والمعروف أن سباع البحر حيوانات مرحة تحب اللهو واللعب وتصيح بأصوات عالية تشبه أصوات الكلاب وهذه الأصوات تساعدها في التعرف على بعضها البعض وفي تبادل الحوار وفي إغراء الجنس الآخر في موسم التزاوج .
وتقوم سباع البحر في الماء بأداء العديد من الحركات البهلوانية والقفزات العالية كما أنها شديدة الفضول حتى أنها تحاول الاقتراب من الإنسان للتعرف علية .
ولكن بعض الأنواع تتصف بالشراسة ولاتتحمل أن يقترب منها الإنسان مثل سبع البحر ستلار .
سباع البحر لها حاسة سمع قوية بفضل آذانها البارزة على جانبي الرأس ولها حاسة شم مرهفة حتى أن الصغير يتعرف على أمه عن طريق الرائحة ولهذا لا تتركة الام بعد الولادة إلا بعد أن يتشمم جسمها لفترة كافية إلى أن يتعرف على رائحتها .
ومن عادة سباع البحر أنها تعرض أجسامها للشمس على فترات طلبا للدفء في الأجواء الباردة حيث تستلقي على الصخور في جماعات كبيرة حتى أنها ترقص أحيانا فوق بعضها البعض من شدة الزحام .
التكاثر عند سباع البحر
في موسم التزاوج تخرج أفواج من سباع البحر إلى الشاطئ المعهود ويحاول كل من الذكور أن يسيطر على مساحة الأرض وان يجمع عددا من الإناث قد يصل إلى ثلاثين أنثى .
ولكن هناك بعض الاختلافات بين الأنواع من حيث سن البلوغ وعدد الإناث وغير ذلك من أساليبها في السلوك
أولا : سبع البحر الكاليفورني :
يمتد موسم التزاوج عند هذا النوع من شهر مارس وحتى نهاية شهر يوليو والإناث تصل إلى سن البلوغ في الثالثة من عمرها بينما تبلغ الذكور في سن الخامسة .
والذكور القوية وحدها هي التي تستطيع السيطرة الكاملة على مساحة كافية من الأرض بين الصخور .
ولهذا تتجه الذكور قبل الإناث إلى الشاطئ الصخري وتتصارع للسيطرة على مناطق النفوذ وهذه المعارك هي التي تحدد الذكور القوية والمساحات التي تسيطر عليها .
والهدف من المعارك هو أن يحظى بمعاشرة الإناث أقوى الذكور وامهرها واكثرا قدرة على الصمود وذلك لإنجاب نسل سليم يرث القوة الآبا ء وقدراتها .
وبعد ثلاثة أيام تصل الإناث إلى الشاطئ فتستقبلها الذكور ويدور الصراع بينهما مرة أخرى ويستطيع الذكر القوي أن يحوز نحو خمس عشرة أنثى في الموسم الواحد .
ثم تستقر الأوضاع وتضع لحوامل صغارها وتستطيع الأمهات أن تتزاوج مرة أخرى بعد الولادة بأسبوع واحد . وهكذا تتم الولادات والتزاوج وتربية الصغار في نفس الموسم كل عام . والعجيب أن الذكور خلال هذه الفترة تتوقف تماما عن تناول الغذاء لمدة شهرين على الأقل فالذكر يتفرغ لحراسة الأرض وحماية الإناث وصغارها ويتصدى للدفاع عنها ضد أي ذكر دخيل .
وفترة الحمل عند الإناث تستغرق نحو عام كامل وتلد الأنثى صغيرا واحدا في كل مرة وتقوم الام برضاع الصغير ورعايته وتسبغ عليه كل الحب والحنان حتى انه ينام على ظهرها ولا تتركه يغيب عن بصرها لحظة واحدة .
وان كان عليها بعد الولادة بأسبوع واحد تترك الصغير في رعاية الذكر وان تغوص في الماء للحصول على الغذاء حتى لا ينضب اللبن في أثدائها .
وتستغرق الام في تناول الغذاء يومين كاملين وفي هذه الفترة تتولى إرضاع الصغير إحدى الأمهات الأخرى من أفراد الأسرة .
وبعد تناول الغذاء تعود الام إلى صغيرها لإرضاعه ثم تتركة بعد يومين آخرين وتعاود الغوص في الماء مرة أخرى وتستمر على هذه الوتيرة طوال فترة الرضاعة .
وبعد شهر من مولد الصغير تبدأ الام في تدريبه على السباحة وفي خلال شهر واحد يكتسب المهارة الكافية ويرافقها في السباحة تحت الماء ثم يعودان إلى الشاطئ حيث ترضعه الام لمدة يومين ثم يعاودان الغوص في الماء وهكذا .
ثانيا : سبع البحر ستلار :
لا يختلف كثيرا في عاداته وأساليب سلوكه عن سبع البحر الكاليفورني ولكن موسم التزاوج لسبع البحر ستلار يكون في الفترة من شهر مارس وحتى شهر مايو من كل عام .
ويعاشر الذكر خلال هذه المدة نحو ثلاثين أنثى وتستطيع الأمهات أن تتزاوج مرة أخرى بعد الولادة بنحو أسبوعين .
ثالثا : سبع البحر الأسترالي :
يتشابه أيضا في عاداته وأساليب سلوكه مع سبع البحر الكاليفورني ولكن موسم التزاوج عند سبع البحر الأسترالي يمتد إلى خمسة شهور تنقسم على فترتين أما في الصيف والشتاء أو في الربيع والخريف فبعض المستعمرات من هذا النوع تتزاوج في الصيف والشتاء وبعضها يتجمع للتزاوج في الربيع والخريف .
والإناث من سبع البحر الأسترالي تصل إلى سن البلوغ في السادسة من عمرها بينما تتزاوج الذكور في التاسعة ولا يزيد عدد الإناث التي يعاشرها عن ست إناث في الموسم الواحد .
ومدة الحمل عند هذا النوع تصل إلى نحو سبعة عشر شهرا وترضع الام صغيرها لمدة طويلة نسبيا قد تصل إلى عامين كاملين .
رابعا : سبع البحر النيوزلندي :
يمتد موسم التزاوج عند هذا النوع في الفترة من شهر نوفمبر حتى نهاية شهر يناير من كل عام وهي توافق فصلي الربيع والصيف في نصف الكرة الجنوبي وتولد الصغار عادة في شهر ديسمبر .
وتصل الإناث إلى سن البلوغ في الرابعة من عمرها بينما تبلغ الذكور في سن الخامسة ويعاشر الذكر عددا كبيرا من الإناث قد يزيد عن عشرين أنثى .
مدة الحمل عام واحد وترضع الام صغيرها نحو عام كامل .
خامسا : سبع البحر الجنوبي :
الإناث من هذا النوع تصل إلى سن البلوغ في الخامسة من عمرها بينما تبلغ الذكور في سن السادسة ولكن الذكور لا تكتسب القوة الكافية للسيطرة على مناطق النفوذ إلا عندما تكون في التاسعة من عمرها تقريبا فتتمكن من التزاوج للمرة الأولى .
وموسم التزاوج في فصل الصيف من شهر ديسمبر حتى أوائل فبراير ولا يزيد عدد الإناث في حوزة الذكر عن ستة إناث في كل موسم .
مدة الحمل لا تزيد عن عام واحد وترضع الام صغيرها لمدة عام آخر .
سبــع البحــــر الجزء الثاني نشأة سباع البحر وتطورها
يعتقد العلماء أن أسلاف سبع البحر لم تكن من الحيوانات المائية ولكنها كانت من حيوانات البر لجأ إلى الماء للحصول على الغذاء .
وتمكن الحيوان عبر ملايين السنين من التكيف مع البيئة المائية فأصبح الجسم اكثر استطالة وانسيابية وتحورت الأرجل القصيرة إلى زعانف جلدية وان كانت قد احتفظت بأظافرها .
كما ظهر للأنف غطاء يشبة الجفون حتى يتمكن الحيوان من إغلاق فتحتي الأنف ويمنع تسرب الماء للرئتين عندما يغوص تحت الماء .
أما عضلات الجسم فقد ازدادت قوة ومرونة حتى تساعد الحيوان في الزحف على الرمال والصخور عندما يخرج على الشاطئ فهو يزحف بالإرتكاز على الزعانف الأمامية التي تدفعة إلى الأمام وعن طريق شد عضلات الجسم وارخائها يتمكن الحيوان من الزحف على الأرض .
غذاء سبع البحر
لأنه من الحيوانات آكلة اللحوم يمتاز سبع البحر بفكيين قويين يساعدانه في القبض على الفرائس وله أسنان حادة يستخدمها في تمزيق الفريسة قبل التهامها فهو لا يمضغ الطعام وإنما يبتلعه بعد تقطيعه .
ومعظم الأنواع من سباع البحر تتغذى بالأسماك أو الحبار والحيوانات القشرية .
كما تصيد طيور البطريق في بعض الأحيان وتعتبر السالمون والماكريل من الأطعمة المفضلة لسباع البحر .
وقد اعتادت هذه الحيوانات أن تصيد الغذاء في أثناء الليل وان تنام في فترة ما بعد الظهيرة
ولكن الذكور البالغة من هذه الحيوانات كثيرا ما تلتهم صغارها عندما لاتجد ما تأكله ويعتقد الخبراء أن هذه الأفراد التي تأكل أبناءها تكون من الذكور الهزيلة التي لم تتمكن من التزاوج ولم تنجح في السيطرة على مناطق النفوذ فهي تهاجم الصغار بدافع الحقد والغل والرغبة في الإنتقام .
الحياة الاجتماعية لسباع البحر
سباع البحر حيوانات اجتماعية تعيش في جماعات كبيرة أو مستعمرات تضم آلآلاف من هذه الحيوانات فهي تتزاوج وتتوالد وتقضي معظم حياتها في هذه المستعمرات .
وهذه الحيوانات لا تهاجر ولا تغادر مواطنها ولكنها ترحل أحيانا في رحلات للصيد للحصول على الغذاء وقد تسغرق الرحلة أسبوعين أو ثلاثة ثم تعود إلى مستعمراتها .
والذكور في رحلات الصيد تقطع مسافات أطول من الإناث وقد تصل المسافة إلى ثلاثين ميلا بحريا .
ومستعمرة سباع البحر تجمع العديد من الأسر المتجاورة وتتكو ن الأسرة من الذكر الأب وعدد من الإناث وصغارها كما تضم الأسرة أعدادا من الذكور والإناث التي لم تصل بعد إلى سن البلوغ .
وتتعاون الأمهات عادة في رعاية الصغار وتشترك في إرضاعها وفي حمايتها من الأخطار ولكن كل من هذه الصغار يتعرف على أمة من رائحتها كما تهتم كل من الأمهات بتدريب صغيرها على السباحة والصيد بعد شهر من ولادته .
فالحياة الاجتماعية في مستعمرة سباع البحر تعتمد على المشاركة والتعاون سواء في صيد الغذاء أو في رعاية الصغار كما يشترك الجميع في اللعب والمرح وتتبادل الصياح في محاورتها الصاخبة .
وكثيرا ما ترقد الحيوانات تحت أشعة الشمس طلبا للدفء والراحة وعندما يشتد الزحام تستلقي الحيوانات في جماعات كبيرة العدد حتى أنها ترتص أحيانا فوق بعضها البعض .
التكييف البيئي لسباع البحر
سباع البحر حيوانات ثديية ذات دم حارة ولكنها على مر الأجيال والأحقاب تكيفت للعيش في البيئة المائية .
فالزعنفتين الأماميتين الطويلتان تساعدان الحيوان في السباحة وتدفعانه إلى الأمام تحت الماء في سهولة وسرعة وفي نفس الوقت تعملان كمحور ارتكاز للحيوان عندما يزحف على الأرض .
أما الزعنفتان الخلفيتان فتعملان كالدفة في تحديد الاتجاه عندما يسبح الحيوان تحت الماء كما يجلس عليهما عندما يخرج إلى البر .
ومثل جميع الحيوانات الثديية تعتمد سباع البحر في تنفسها على الهواء الخارجي ولكنها تستطيع البقاء تحت الماء نحو ربع ساعة في كل مرة وفي خلال هذه الفترة تبطئ دقات القلب مما يقلل من احتياجات الجسم للأكسجين ويساعد الحيوان على البقاء تحت الماء .
كما إن كلا من فتحتي الأنف لها غطاء يشبه أجفان العيون فيتمكن الحيوان من إغلاق الفتحتين كلما غاص تحت الماء حتى لا يتسرب إلى الرئتين .
وتمتاز سباع البحر أيضا بحاستي سمع وبصر حادتين حتى تتمكن من استكشاف معالم البيئة سواء كانت على الأرض أو في الماء .
ويحمل سبع البحر تحت الجلد طبقة سميكة من الدهن حتى تحفظ للجسم حرارته كما أنها تساعد الحيوان على الطفو في الماء وتسهل حركته على البر فهي تقلل من احتكاك الجسم بالصخور عندما يزحف الحيوان خارج الماء .
الأعداء الطبيعية لسبع البحر
الحوت القاتل هو العدو الأول لسبع البحر حيث يعتبره من الأطعمة المفضلة كما تقبل على صيده اسماك القرش وخصوصا من الأنواع العملاقة مثل القرش الأبيض الكبير .
والإنسان أيضا من الأعداء الطبيعية لسباع البحر فشباك الصيد الكبيرة في الماء وشراك صيد الأرانب البرية على الأرض تعتبر فخاخا قاتلة تتعلق بها أفرادا عديدة من سباع البحر كم أن صيادي الأسماك يعتقدون أنها تفتك بمحصول الصيد فيعمدون إلى قتل أعدادا كبيرة منها .
ثدييات بحرية تشبه سباع البحر
توجد أنواع أخرى من الثدييات البحرية التي تشبة سباع البحر ولكنها تختلف عنها في بعض الخصائص ومن هذه الثدييات :
أولا: عجول البحر ذات الفراء :
ويعرف الفرد منها باسم الفقمة ذات الفرو واهم ما يميزها عن سباع البحر أنها لا تحمل آذانا خارجية بارزة كما أن شعرها اكثر كثافة وأطرافها الخلفية تمتد إلى الوراء فلا يتمكن الحيوان من ثنيها تحت البطن .
ثانيا : أفيال البحر :
وهي اكبر حجما من سباع البحر وليست لها آذان بارزة كما أنها تميل إلى الصمت والسكون فلا تصدر أصواتا عالية مثلما تفعل سباع البحر إلا عندما تشتبك الذكور في معاركها .
ويميز الذكور من أفيال البحر أن الأنف قد استطال إلى خرطوم يشبه خرطوم الفيل وقد يصل طوله عند انتصابه إلى نصف المتر أو يزيد وهو يساعد الحيوان في تضخيم الصوت عندما يزأر لتهديد أعدائه ومنافسيه .
ثالثا : فقمة المينا :
تعيش في المياه الباردة ونجدها أحيانا في مياه الأنهار وهي اصغر حجما من سبع البحر ولا تتجمع في مستعمرات كبيرة ليست لها آذان خارجية وتعرف بجلدها الأرقط .
رابعا : دب البحر :
أذناه بارزتان مثل سبع البحر ولكنه اصغر حجما واكثر نشاطا ورشاقة وله شعر ناعم على العنق والجانبين . ودببة البحر تستوطن البحار الشمالية كما تعيش في المياه الساحلية على الشواطئ الجنوبية للقارة الأفريقية ولكنها أصبحت من الأنواع النادرة بعد أن دأب الصيادون على الفتك بها .
خامسا : حصان البحر :
وهو اكبر حجما من سبع البحر وليست له آذان بارزتان ويميز الذكر طول النابين البارزين في فكه العلوي وقد يصل طول الناب إلى خمسة وسبعين سنتيمتر وهو يستخدم النابين في الدفاع عن إناثه وفي حفر القاع للبحث عن القواقع والحيوانات القشرية .
أخطار تهدد سباع البحر
ربما كان سبع البحر الكاليفورني هو النوع الوحيد من سباع البحر الذي يتكاثر بطريق طبيعية ولا يواجه خطر الانقراض .
أما الأنواع الأخرى فتتعرض للفناء بدرجات كبيرة ومتفاوته نظرا للأخطار التي تهددها ومن هذه الأخطار :
أولا: تلوث المياه بمشتقات البترول والكيماويات والنفايات الصناعية فهي تعوق سبع البحر عن التنفس مما يؤدي إلى موت أعدادا كبيرة منها ولقد أدى تلوث المياه على شواطئ الأرجنتين إلى موت هذه الحيوانات أو أصابتها بأمراض الجلد والعيون .
ثانيا: شباك الصيد لأسماك القرش والسالمون وكذلك مصائد السيبيا أو الحبار تعتبر فخاخا متربصة يتعلق بها العديد من سباع البحر ثم يقتلها الصيادون .
ثالثا: على بعض الجزر الأسترالية أعدت الشراك والفخاخ لصيد الأرانب البرية بعد أن تكاثرت بأعداد هائلة ولكن هذه الفخاخ القاتلة أوقعت سباع البحر مما أدى إلى موتها بأعداد كبيرة .
رابعا: نقص الغذاء في بعض البيئات البحرية يؤثر بالطبع على حياة سباع البحر ويدفعها إلى الرحيل من مكان لآخر وان كان هذا التأثير لم يصل بعد إلى الدرجة الخطيرة التي تؤدي إلى الفناء والانقراض .
فوائد سباع البحر
سبع البحر يزود الإنسان بالدهون فيستخلص منها عددا من الزيوت الثمينة التي يستخدمها في صناعة العطور ومواد التجميل كما ينتفع الإنسان بجلودها وفرائها وخصوصا في المناطق القطبية الباردة .
وتقبل بعض الشعوب على أكل لحوم سبع البحر وان كانت هذه اللحوم في معظم الأقطار تستخدم في إعداد وجبات للقطط والكلاب .
وتستأنس أفراد من سبع البحر الكاليفورني وتدرب على تقديم ألعابها في السيرك وفي العروض المائية لإسعاد المشاهدين من الكبار والصغار فهذا النوع يعتبر من اكثر الأنواع تآلفا مع الإنسان وتقبلا لحياة الأسر .
وعندما يقوم الإنسان بتربية سباع البحر سواء في أحواض العرض أو في حدائق الحيوان فانه يطعمها بأسماك السردين والماكر يل ...